التاريخ : 2017-10-30
الرمثا.. يا صبر أيوب!
فوزي حسونة
قبل (40) عاماً بالتمام والكمال، كان فريق الرمثا يشارك لأول مرة في بطولة الدوري لكرة القدم، وتحديداً عام (1977)، حيث تسلح بالأمنيات الوردية والإرادة القوية، لتحقيق حلم أبناء المدينة الذين يعشقون المستديرة كما لم يعشقها أحد سواهم، ويتشغفون لرؤية فريقهم فوق منصات التتويج.وعلى امتداد الـ (40) عاماً لم يظفر فريق الرمثا بلقب الدوري سوى مرتين، حيث نجح في إخراج كأس البطولة من العاصمة، وضمها لعرينه في موسمي (1981-1982).ومنذ آخر تتويج للرمثا ببطولة الدوري أي قبل (35) عاماً، والفريق يحاول ويجتهد في سبيل استعادة اللقب وإعادته إلى خزائنه، دون أن تثمر الجهود، رغم كل ما تم انفاقه على الفريق، ورغم ذلك لم تتخلى الجماهير عن فريقها، فبقيت صابرة، لا تعترف بيأس، ومؤمنة بلحظة فرج وفرح لا محاله.
وفي الموسم الحالي، قدم الرمثا نفسه بقيادة التونسي نبيل كوكي، بصورة مغايرة عما مضى من سنوات، فانتصاراته أضحت مصحوبة بأداء بارع ورائع، والفريق يقدم كرة قدم عصرية جعلته يواصل العزف على أوتار الصدارة.. بفن وجدارة.والتوقعات قبل بدء الموسم كانت تشير إلى أن الرمثا سيكون منافساً على لقب الدوري، لكن وبفرص أقل من فرق الفيصلي والجزيرة والوحدات، إلا أن فريق "غزلان الشمال" خالف التوقعات، عندما واصل الإطاحة بخصومه ومضى بثقة متمسكاً بالصدارة.وبالأداء والنتائج اللافتة، أصبح الرمثا المرشح الأبرز حتى الآن لانتزاع اللقب الأهم بين المسابقات المحلية، كيف لا وهو منذ زمن طويل لم يفلح بتحقيق الفوزعلى قطبي الكرة الأردنية الوحدات والفيصلي وفي مرحلة واحدة، مرحلة الذهاب، وهو ما يعد مؤشراً على قوة الفريق وجديته هذه المرة، بأن يكون بطلاً .ويتصدر الرمثا بطولة الدوري مع ختام الأسبوع السابع ، والمشوار أمامه ما يزال شاقاً ، ويحتاج إلى نفس طويل، وهناك من يشكك بقدرته على مواصلة المشوار بذات الهمة حتى النهاية، لكن يبدو أن الرمثا يختلف هذه المرة بطموحاته عن كل مرة ، فهو جاد في تتويج طموحاته، مجبول بالإصرار وثقافة الإنتصار.والرمثا يتمتع بالمقومات كافة لحصد اللقب ، رغم شدة المنافسة، فهو فريق منظم داخل الملعب ، يمتلك الأدوات و الحلول للحسم في اللحظات الحرجة، والتجانس والتفاهم واللعب بروح الفريق الواحد سمة تتغلغل في نفوس اللاعبين.ولا يمكن الإغفال عن أهمية الدور الكبير الذي تقوم به إدارة النادي من حيث الإلتزام بدفع المستحقات المالية للاعبين بوقتها المحدد، وصرف مكافآت كبيرة تشكل حافزاً اضافياً لهم، والعمل على توفير الأجواء المثالية أمام الفريق.كما أن لفريق الرمثا قاعدة جماهيرية كبيرة، تؤازره في السراء والضراء، وهي تعتبر أحد أهم العناصر التي تدفع اللاعبين لتقديم كل ما لديهم في سبيل تحقيق الإنتصار.إن ما يقدمه الرمثا حتى الآن، شيء مذهل ولافت ويستحق التقدير، فالعودة القوية للرمثا تعيدنا إلى الزمن الأجمل، وتوسع رقعة المنافسة ،وتسهم في إحداث قفزة جديدة على طريق الإرتقاء بكرة القدم الأردنية.بقي القول، أن جماهير الرمثا التي صبرت صبر أيوب دون يأس ، قد تكون هذا الموسم على موعد مع الفرج والفرح، لكن ذلك سيبقى مرهوناً بقدرة الفريق على مواصلة السير على ذات النهج، دون تراجع، وعلى ذات الروح والحماسة، دون فتور، وعلى ذات التركيز والجدية، دون استهتار أوغرور. عدد المشاهدات : [ 12014 ]